آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-08:37م

محليات


صحيفة لنبانية:الحوثيون يقلبون طاولة اليمن:هل تضحك الرياض في سرّها؟

صحيفة لنبانية:الحوثيون يقلبون طاولة اليمن:هل تضحك الرياض في سرّها؟
حوثيون يتجولون على متن شاحنة بالعاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ ب)

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2014 - 02:17 ص بتوقيت عدن

- مراقبون برس- متابعات:

قالت صحيفة لبنانية ان الحوثيين قلبوا طاولة اليمن،بعد تغريدهم في سرب متقدم من خطوط المواجهة،متسائلة هل تضحك الرياض في سرها على ذلك؟
وقالت صحيفة السفير اللينانية في مقال تحليلي للكاتب علي سقير أن "أنصار الله" الحوثيون في اليمن، كانوا يغرّدون في سرب متقدم من خطوط المواجهة في سياق التحولات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة. فيما انشغل العالم بالهرولة إلى تأسيس "تحالف دولي" لمواجهة خطر الإرهاب في المنطقة والمتمثّل خصوصاً بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش"، كان
وأضاف:"ليست صدفة أن يأتي إعلان "الانتصار السياسي" للحوثيين في قلب العاصمة صنعاء، متزامناً مع لقاء وزيري خارجية بلدين، إيران والسعودية، طال انتظاره على أساس أنه سيكون نقطة انطلاق تسوية جديدة، وقاعدة لإعادة رسم التحالفات والاصطفافات إقليمياً".
وتابع الكاتب:"قبل أيام عدة، صدر في الرياض بيان عن "هيئة كبار العلماء" للتأكيد على حرمة القتال في مناطق الصراع، جاءت في طياته إشارة من الهيئة إلى جهات عدة قالت إنها "إرهابية"، ومنها "تنظيم القاعدة وداعش إضافة إلى الحوثيين وحزب الله وعصائب أهل الحق"."
ولكن قبل شهر تحديداً، كتبت الصحف الأجنبية تقارير تقول إن السعودية تبحث عن تحالفات يمنية لـ"إخضاع" الحوثيين، وأن "السعوديّة تحاول ترتيب الوضع السياسيّ في اليمن من جديد تحت لافتة المصالحة الوطنيّة، في الشكل الذي تطمح إليه، ولكنها سعت إلى بعض التناقضات هي: إضعاف جماعة الإخوان بعد اعترافها بالحوثيّين كقوّة محليّة، لكن ليس بالقوّة التي تقلق حدودها وحضورها داخل اليمن، والنتيجة حتّى الآن هي إضعاف الإخوان وصعوبة احتواء الحوثيّين الذين أصبحوا أقوى".
هذا المشهد يلخّص الكثير حول ماهية المطلب السعوديّ في اليمن، وكيفية بحث الرياض عن "منطقة عازلة" على حدودها تقيها شرّ تنظيم "القاعدة" الذي يتهددها، وجماعة "الإخوان المسلمين" (حزب الإصلاح)، التي أصبحت تلقائياً مصدراً للقلق، بعد اعتبار الجماعة "إرهابية".
على المدى البعيد سيكون الحوثيون قوة أساسية ومحورية في اليمن، هذا ما يقوله الكاتب اللبناني المتخصص في الشؤون اليمنية فيصل جلول في حديث إلى "السفير"، معتبراً أن "ما حصل أمس في صنعاء، هو تكملة لما جرى في عمران عسكرية. هناك سقط الجنرال حميد القشيبي وهنا سقط علي محسن الأحمر. هذا الثنائي العسكري هو الذي يشكل قاعدة أساسية لقوة الإخوان والإصلاح في الجيش ولآل الاحمر".
ويضيف أن "هذه ضربة كبيرة جداً للإخوان. كانوا هم وعلي عبد الله صالح يحكمون خلال السنتين الماضيتين، اليوم ذهبوا بالضربة الأخيرة وسيكون الكلام للحوثي ولعلي صالح من الآن فصاعداً وإن كان لبقايا الإصلاح كلمة فهي هامشية جداً لأن ميزان القوى تغير".
"التسارع الكبير في وتيرة التطورات في اليمن يعود بشكل أساسي إلى مظلومية الشعب وعدالة قضيته، وصموده القوي وتصميمه في استعادة حقوقه المسلوبة والمنهوبة، كما أن الطغيان الكبير الذي مورس ضد الشعب كان فظيعاً فكان السقوط لهم قوياً بمستوى قوة طغيانهم"، هذا ما يقوله عضو المكتب السياسي في حركة "أنصار الله" ضيف الله الشامي.
ويعتبر الشامي، في حديثه إلى "السفير"، أن ما حصل في اليمن ستكون له تداعيات في المرحلة المقبلة، قائلاً إنه "من دون شك أن لليمن دورا كبيرا في لعبة التحالفات في المنطقة وتغير المواقف والاتجاهات السياسية في اليمن ستنعكس على المنطقة"، مضيفاً أن "كل الدول التي امتلكت نفوذاً سلبياً في البلاد ستسعى إلى تغيير سياستها".
هنا، يشير جلول إلى الاتفاق، قائلاً إنه "كان ملفتا أن يوقع الاتفاق عن الإصلاح عبد الوهاب الأنسي وليس أي من رموز الإخوان في الاصلاح. الأنسي هو ممثل التجار في الإصلاح، علماً بأن التجمع يتشكل من ثلاثة أطراف، القبائل بزعامة آل الأحمر، والإخوان بزعامة ياسين القباطي، والتجار ويمثلهم الأنسي".
كيف يرى السعوديون هذا الاتفاق؟ يقول جلول إن "تنظيم القاعدة في اليمن ضد السعودية، والحوثي أفضل حاجز ضد القاعدة، والأميركيون يعرفون هذا الأمر".
ويضيف أن "الحوثي يحترم اتفاق الحدود مع السعودية الذي وقع في الحرب الأخيرة بينهما، وينص على عدم تدخل السعودية في اليمن ضده وهو لا يقترب من حدودها ولا يتجاوزها"، لافتاً إلى أنه "كان واضحاً عندما قال للسعوديين مهدداً إنه لن يحترم حدودهم اذا ما عملوا ضده وهم يعرفون معنى هذا التهديد، لذا لم يتحركوا لا في عمران ولا في صنعاء، والتزموا الصمت. هم والأميركيون والغرب".
بدوره، يقول الشامي عن الصمت السعودي "لم نسمع إلى حد اﻵن عن الموقف السعودي تجاه ما حققه الشعب من انتصارات، لكن نحن نعلم وعلى ثقة أن النظام السعودي عمل جاهداً مع المنظومة الفاسدة في اليمن على كل المستويات لبقاء قوى النفوذ التي خدمت مصالحها بشكل كبير واستخدمتها السعودية بالترغيب والترهيب ﻹبقاء الشعب اليمني تحت الوصاية السعودية"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لا معلومات لدينا حالياً عن تواصل مع الرياض، لكن ذلك ﻻ يمنع من تقوية العلاقات العربية العربية والعمل بجد لخدمة القضايا المصيرية للأمة".
ويضيف "باعتقادي فإنّ أنصار الله اليوم يشكلون قوة كبيرة في مواجهة قوى التكفير والدواعش وحققوا انتصارات كبيرة تاريخية عجزت عن تحقيق مثلها دول كبيرة بما تملك من عتاد وجيش"، معتبراً أنهم "استطاعوا بمواجهتهم مع التكفيريين أن يكشفوا زيف المخطط اﻷميركي الإسرائيلي من خلال ما يسمى القاعدة والتكفيريين، لذا فأنصار الله يشكلون ضمانة للأمة العربية بكاملها وليست لبلد دون آخر".
ما حصل لـ"إخوان" اليمن خلال الأسابيع الماضية يختصره جلول بجملتين، قائلاً إنهم "لم يتعظوا من سقوط عمران ولم يتنازلوا، فجاء الحوثي إلى صنعاء وقلب الطاولة عليهم. واليوم صار الحوثي شريكاً حاسماً في الحكم".