آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:41م

محليات


مركز أبحاث ودراسات:الجمعية العمومية ستقرر فك ارتباط جنوب اليمن2018

مركز أبحاث ودراسات:الجمعية العمومية ستقرر فك ارتباط جنوب اليمن2018

الثلاثاء - 16 يناير 2018 - 08:04 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس- رصد وتحرير خاص:

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تقريرا جديدا عن المتغيرات المحتملة في استراتيجية الحرب الجارية باليمن وخارطة التحالفات بعد مقتل  الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الشهر الماضي على ايدي حلفائه الحوثيين.
وقال أن القوة العسكرية والأمنية في المناطق الجنوبية المتمثلة بالأحزمة الأمنية والنخب العسكرية "الحضرمية والشبوانية،ستخضع لوزارة الدفاع الجنوبية  المزمع إنشاؤها، بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بفك الارتباط بالشمال اليمني،للجمعية الوطنية، باعتبارها ممثل عن الإرادة الوطنية  الجنوبية.
وأكد المركز في تقرير له أن الجمعية العمومية الجنوبية ستعمل على اتخاذ قرارات تقرير المصير وفك الارتباط خلال عام 2018 وفقا لتطورات الأحداث  ومائلاهما محليا وإقليميا ودوليا".
وبين التقرير ان تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي حلفائه الحوثيين، في بداية كانون الأول/ ديسمبر 2017، أثار توقعات لدى  المختصين والمهتمين بالشأن اليمني بحدوث تحول كلي أو جزئي في مستويين:
أولهما بإعادة تموضع الجماعات المتصارعة في تكتلات أو تحالفات جديدة، خاصة بعد اللقاء الذي جمع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد  أبوظبي محمد بن زايد بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح (المصنف إخوانيًا)، ودعوتهما إياه إلى التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس  السابق علي عبد الله صالح، لمواجهة الخصم المشترك (الجماعة الحوثية).
أما ثانيهما، فيتمثّل بتعديل استراتيجية دول التحالف العربي بما يسرّع تحقيق الأهداف المعلنة لتدخّلها في اليمن، وذلك استباقًا لاستيعابٍ كلي أو جزئي  لمنظومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والتجارية والقَبلية في المجال الحوثي العقائدي أو البراغماتي، إذا  استمر انعدام البديل الوطني الملائم. وإن حدث ذلك، فإن الجماعة الحوثية تكون قد ورثت مقدّرات الدولة المؤسساتية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية  والمالية، علاوة على السلاح بمختلف أنواعه.
نظام صالح احتكر صناعة القرار والنفوذ والمناصب العليا والمتوسطة
وأكد التقرير أن  نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح اعتمد نظامًا مركزيًا، احتكر فيه صناعة القرار والنفوذ والمناصب العليا والمتوسطة، ومناطق  تجنيد النخب العسكرية والأفراد في العاصمة صنعاء وامتدادها القَبلي والعقائدي في مناطق شمال الشمال اليمني، وبما أن الحوثيين سلطة واقعية، فإن  إضعافهم أو الانتصار عليهم يتطلب تكاليف عسكرية وسياسية وأخلاقية وإنسانية ومجتمعية كبيرة، إن نجحوا في استيعاب منظومة السلطة التي بناها  الرئيس السابق.
وأوضح المركز الى انه يحاول تفحص مدى دقة هذه التوقعات بخصوص إمكانية إعادة بناء التحالفات على الساحة اليمنية وتغيير إستراتيجية التحالف، بما  يقطع الطريق على الحوثيين في الاستيلاء كليًا على منظومة الدولة، وتكريس حكمهم لها بعد تصفية الرئيس السابق. وتخلص إلى أن إستراتيجية دول  التحالف العربي لم تتغير، سواء تجاه مسعى ترتيب الجغرافيا اليمنية إلى ثنائية وطنية "شمال – جنوب"، أو تجاه مواقفها من الجماعات المتصارعة، حتى  بعد طلبها من قيادة التجمع اليمني للإصلاح التحالف مع المؤتمر الشعبي العام جناح صالح.
ثلاث سلطات باليمن:
وأوضح المركزي أن هناك ثلاث سلطات قائمة اليوم باليمن، هي سلطة في المناطق الجنوبية في العاصمة المؤقتة عدن، يجري بناؤها تدريجيا.
وسلطة واقعية في العاصمة صنعاء، ً يتقاسمها "نظريا"، حتى قبيل تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ثنائي الانقلاب )صالح – الحوثي(.
وسلطة شرعية خارج الجغرافيا الوطنية، توجد في الدستور والمرجعيات المحلية )مخرجات الحوار الوطني(، والإقليمية )المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية(،  والدولية )منظمة الأمم المتحدة و قرارات مجلس الأمن(. وتعد السلطة الأخيرة أضعف الأطراف.
واعتبر التقرير المركز إن إيجاد ماصفها بسلطات موازية اقتصاديا و استراتيجيا، هدفه إضعاف السلطة الشرعية تدريجيا، بما يحصر وظيفتها في نقل  السلطة إلى هيئة سياسية توافقية ً بناء على تسوية برعاية دول الإقليم والأمم المتحدة، وبعد تغيير الواقع الجغرافي والفاعلين المناط بهم تنفيذ مخرجات  الحوار الوطني، بعبار ة أخرى؛ قطع ما تم التوافق عليه في ما يتعلق باليمن متعدد الأقاليم.
انفراد جماعة الحوثي الذراع الإيرانية بمنطقة الخليج العربي بالسلطة بصنعاء
وقال التقرير ان فقدان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان عامل توازٍن "نظريا" بالنسبة إلى دول التحالف العربي التي كانت على تواصل معه  وحاضن ً لعائلته، وتحديدا دولة الإمارات، قد أدى إلى انفراد الجماعة الحوثية، الذراع الإيرانية في منطقة الخليج العربي، بالسلطة في العاصمة صنعاء  وامتدادها المناطقي والعقائدي والقبلي.
وأكد ان هذه الجماعة ورثت وما زالت تعمل على وراثة - ً نظرا إلى غياب البديل الوطني - كل القطاعات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والقبلية الموالية  للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فضًال عن كل أسلحة الدولة، وهذا يتطلب العمل على تقويض سلطة الحوثيين الاتحادية، و أولى الخطوات الضرورية  لذلك هي عودة السلطة الشرعية إلى مجالها الجغرافي الوطني وتعزيز مكانتها والحفاظ على السيادة الوطنية،بيد أن الإجراءات التي تتخذها دول التحالف  العربي مغايرة لذلك تماما، فعندما غادر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الرياض إلى إسطنبول للمشاركة في القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر  الإسلامي في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2017 ،عاد إلى الرياض وليس إلى عدن.
تحرير تعز سيغير كل المعادلة العسكرية والوطنية
واوضح المركز فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، ان الجيش الوطني مايزال مرابض عند تخوم صنعاء،بمنطقة نهم،وما زالت تعز ً محاصرة منذ قرابة ثلاث  سنوات، والتي باستعادتها ستتغير المعادلة العسكرية والوطنية، باعتبارها – أي تعز - الحامل الجماهيري للدولة اليمنية الجمهورية متعددة الاقاليم.
وشدد المركز على ضرورة الحفاظ على المؤتمر الشعبي العام و رعاية عائلة صالح في دول الجوار التي ّقال انها ترى إن التغيير المجتمعي، الهادف إلى  الاتساق في مسار الانتقال الديمقراطي في اليمن، بعد ان ظلت ترقب المشهد اليمني عن كثب، منذ أول خيمة في ساحة التغيير والحرية في مدينة تعز في  11 شباط/ فبراير 2011 .ولم تطمئن هذه الدول، حتى أدت تلك الاحتجاجات الشبابية والجماهيرية، قبل اكتمالها في ثور ة شاملة تقطع الحكم الدكتاتوري  العائلي، إلى توقيع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية في 23 تشرين ّ الثاني/ نوفمبر 2011 ،و التي جددت شرعية ًمن يصفه المركز بالرئيس "المخلوع"  صالح ومنحته نصف السلطة قانونيا، وجلها واقعي ألنه يسيطر عليها فعًال.
صالح ظل محل رعاية دول الجوار
واشار المركز الى ان صالح ظل محل رعاية دول الجوار، والحًقا دول التحالف التي ظلت على تواصل معه حتى قبيل تصفيته، باعتباره ً وفقا لقراءتها  اللاعب الرئيس والماسك بخيوط اللعبة، والقادر على الانقضاض على الحوثيين و إزالة الخطر المحدق بالمملكة العربية السعودية. ولم تكن تلك الدول تدرك  أنه إن ستدعى فشل المشروع الوطني ت المشاريع ما قبل الوطنية؛ وذلك ما ساعد الجماعة الحوثية على صهر القطاعات العسكرية والأمنية ً  والاستخباراتية وقياداتها وكبار موظفي الدولة العليا عقائديا ومصلحيا في مجالها تدريجيا. وسعت خلال قرابة ثلاث سنوات لتكوين كياٍن مواز في مؤسسات  الدولة العسكرية والمدنية والأكاديمية ... إلخ، والاستيلاء على المال العام لشراء الأراضي والعقارات في العاصمة صنعاء، وكذلك إنشاء الشركات العابرة  للوطن بهدف إيجاد موارد دائمة للجماعة. ّ
واوضح التقرير إلى انه ونظرا لعدام خبرة الحوثيين في إدارة شؤون الدولة والمجتمع وجبروتهم، ً فسيتولد إحباط جماهيري عام ناتج من الانفلات الأمني  وتدهور الأحوال المعيشية وغياب مظاهر الدولة، باحثا عن منقذ؛ ّ ومن ثم سيأتي المخّلص في شخص الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو نجله أحمد،  وما زال ً المخطط قائما لعودة نجله أحمد.حسب تقرير المركز.
الاتحاد الدولي للبرلمانيين يشعر السلطة التشريعية اليمنية بتعليق عضويتها فيه
وكشف تقرير المركز عن اشعار الاتحاد الدولي للبرلمانيين السلطة التشريعية اليمنية بتعليق عضويتها فيه، إن لم تعقد جلسة واحدة على الأقل، وسيمنح  العضوية للبرلمان المنعقد في صنعاء. ً
واختتم المركز تقريره بالتأكيد على إن السياسة التي تتبعها ً دول التحالف في اليمن لم تتحول جزئيا أو كليا بعد تصفية الرئيس السابق صالح، على الرغم  من الخطر الأكيد الرابض في خاصرة المملكة العربية السعودية؛ مؤكدا ان مشروع تقسيم الجغرافيا اليمنية إلى ثنائية وطنية شمال – جنوب،ّمايزال مستمرا.