آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-09:17م

محليات


قتال عنيف بمحيط مطار الحديدة ووكالة تكشف جديد المواقف تجاه المعركة

قتال عنيف بمحيط مطار الحديدة ووكالة تكشف جديد المواقف تجاه المعركة

الجمعة - 15 يونيو 2018 - 01:51 ص بتوقيت عدن

- مراقبون برس-فرانس برس- وكالات:

دار قتال عنيف في محيط مطار الحديدة غرب اليمن في اليوم الثاني من الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية المدعومة سعوديا وإماراتيا على الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة الإستراتيجية على البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل 39 مقاتلا من الطرفين. ونشبت هذه المعارك قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن دعت لها بريطانيا لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في البلاد.
نشبت معارك عنيفة بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المدعومة من قبل السعودية والإمارات من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، في محيط مطار مدينة الحديدة غرب البلاد، وسقط فيها 39 قتيلا من الطرفين، في اليوم الثاني من الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية بهدف طرد الحوثيين من المدينة.
ودارت المواجهات المباشرة بالأسلحة الرشاشة والقذائف على بعد نحو كيلومترين من جنوب المطار، قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار مخاوف من احتمال عرقلة تسليم المساعدات لملايين السكان عبر ميناء الحديدة.
وقالت مصادر عسكرية في القوات الموالية للحكومة لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن المواجهات اندلعت بعد محاولة هذه القوات التقدم باتجاه المطار.
وترافقت المعارك مع شن طائرات التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية بقيادة السعودية، غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في المناطق المحيطة بمدينة الحديدة وعلى المطار، وفقا للمصادر ذاتها.
كما قامت ثلاث مروحيات "أباتشي" بأعمال قصف استهدفت المقاتلين الحوثيين في المطار وفي المناطق المحيطة به.
دفاع حوثي شرس
وأوضح مسعفون أن قتلى الحوثيين سقطوا في المعارك، بينما قضى المقاتلون الموالون للحكومة في المواجهات وفي أعمال قنص وتفجير ألغام زرعها الحوثيون في منطقة الهجوم.
وذكرت المصادر العسكرية أن الحوثيين يدافعون بشراسة، مشيرة إلى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة القتال.
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة آليات عسكرية تتقدم باتجاه موقع المواجهات، وسيارات إسعاف تنقل جرحى.
وكانت القوات الموالية للحكومة المعترف بها قد شنت الأربعاء بمساندة قوات إماراتية هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية عسكرية تشنها هذه القوات ضد الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
وأعلنت القوات المهاجمة عن بلوغ منطقة تبعد أربعة كلم عن جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر بعد وقت قصير من انطلاق العملية.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.
وأدى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفا بجروح في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات. لكن التحالف يرى فيه منطلقا لعمليات عسكرية يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ إلى تطلق على السعودية.
وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.
ضمان وصول المساعدات الإنسانية
وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعيتا خلال الساعات الماضية إلى طمأنة المجتمع الدولي عبر الإعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.
ودعت وزارة الخارجية الروسية الخميس إلى "تعليق المعارك في أسرع وقت" في اليمن، معتبرة أنه "إذا أدت المعارك الواقعة في هذه المنطقة إلى وقف المساعدات الغذائية سيواجه المدنيون اليمنيون الذين يعانون أصلا من الحرمان خطر الموت".
وعقد مجلس الأمن الدولي ظهر الخميس  اجتماعا لإجراء مشاورات عاجلة بشأن الهجوم بطلب من بريطانيا، وسيكون ثاني اجتماع لمجلس الأمن خلال الأسبوع الجاري حول اليمن.
وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان أن العملية العسكرية في الحديدة يجب ألا تؤثر على تدفق السلع عبر المرفأ. وقال إن "التحالف أكد لنا أنه يأخذ المخاوف الإنسانية في الاعتبار في خطط عملياته".
وأضاف جونسون أن "استمرار تدفق الإمدادات الغذائية والوقود والمواد الطبية إلى اليمن أمر حيوي".
الميناء مفتوح على الرغم من المعارك
وكانت الأمم المتحدة التي أجلت موظفيها من مدينة الحديدة، قد أعربت عن قلقها من العملية العسكرية التي يمكن أن تؤثر على تسليم المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين الذين أصبحوا على حافة مجاعة.

لكن الميناء بقي مفتوحا على الرغم من المعارك.

وقال مدير الميناء الخاضع لإدارة الحوثيين داود فاضل عبر الهاتف لوكالة الأنباء الفرنسية "لا تزال لدينا سبع سفن في الميناء. العمل في الميناء يسير بشكل طبيعي وهناك خمس سفن أخرى تنتظر الأوامر لدخول الميناء".
وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لإخراج الحوثيين من مدينة الحديدة.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أكد الأربعاء أن المفاوضات مستمرة. وقال في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين"، داعيا إلى "ضبط النفس ومنح فرصة للسلام".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أكد الاثنين دعمه للجهود الدبلوماسية التي يبذلها غريفيث الذي كان يحاول دفع الحوثيين إلى تسليم المرفأ إلى لجنة تشرف عليها الأمم المتحدة ستسمح باستمرار تدفق المساعدات.
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الميجور أدريان رانكين غالواي أن وزير الدفاع جيمس ماتيس "يدعم بقوة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، لجلب كل أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات".