آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:43ص

محليات


باحثون يكشفون مكمن الأهمية الذهبية لليمن الجيواستراتيجية وأين تتركز ثرواته

باحثون يكشفون مكمن الأهمية الذهبية لليمن الجيواستراتيجية وأين تتركز ثرواته
خارطة توضح موقع باب المندب

الجمعة - 15 مارس 2019 - 11:28 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس- رصد خاص:

 
كشف باحثون عرب وأجانب عن مكمن الأهمية الذهبية لموقع اليمن الجيواستراتيجية، وأكدوا امتلاكها ثروات طبيعية واحتياطات نفطية وغازية كبيرة فوق الارض وتحتها، وأكد باحث ألماني أن اليمن يمتلك أكبر احتياطيات نفطية غير مستغلة في المنطقة وخزانات نفطية بحرية ضخمة،نافيا بذلك صحة التقارير الاعلامية الغربية التي قال أنها دائما ماتتحدث عن قلة انتاج اليمن من الطاقة.مشيرا بالمناسبة الى انتشار واضح لأساطيل الدول العظمى والإقليمية والقوى الكبرى لمراقبة خليج عدن وحماية الممر المائي من عمليات القرصنة في ظل استمرار الحرب باليمن.
وحسب وكالة سبوتنيك الروسية، فقد أكد الباحث الألماني ويرزدوم الذي زار اليمن وألف كتاباً بعنوان "اليمن ثلاثة آلاف سنة من الفن والحضارة، أن "اليمن يختلف فكرياً وثقافياً واجتماعياً عن الدول العربية المحيطة به وهو ما يجعله محاصراً دائماً، أضف إلى ذلك ما يتمتع به الشعب اليمني من ذكاء، وعندما أراد العثمانيون احتلاله فشلوا وقتل الكثير منهم حتى سمي بـ مقبرة الأناضول".
حرب اليمن بين المصالح الداخلية والخارجية
ونسبت وكالة سبوتنيك الروسية الناطقة بالعربية،الى موقع "المركز العربي الديمقراطي" تقريرا أوردته صحيفة "هافينغتون بوست"  حمل عنوان "حرب اليمن بين المصالح الداخلية والخارجية" أشار الكاتب الألماني من خلاله إلى أنه غالباً ما تشير وسائل الإعلام الغربية إلى اليمن بأن إنتاجه من الطاقة قليل، لكن حقيقة الأمر أنه البلد الذي يتربع على احتياطات نفطية وغازية كبيرة جداً، ويؤكد الكاتب أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تدرك ومنذ أمد بعيد أهمية اليمن وما يختزنه من احتياطات هائلة من النفط. مشيراً إلى برقية سرية للسفير الأمريكي السابق لدى اليمن ستيفن سيش عام 2008 نشرها موقع "ويكيليكس" جاء فيها: إن محافظات شبوة ومأرب والجوف لديها احتياطات من الغاز بكميات كبيرة أما بالنسبة للنفط فوفقاً لمسح جيولوجي مفصل لشركة (يو إس جي إس) يمتلك اليمن خزانات نفطية بحرية ضخمة، ما يبين أن احتياطات النفط غير المستغلة في اليمن هي أكبر من الاحتياطيات في المنطقة (بحسب الموقع).ورصد محرر مراقبون برس تأكيد التقرير أن الحرب المستمرة منذ 2015 في اليمن،قد دفعته إلى تعزيز التواجد العسكري الدولي في المنطقة، حيث توجد قواعد عسكرية من دول مختلفة في المنطقة بهدف حماية مصالحها الاستراتيجية اقتصاديا وعسكريا  وسياسيا، إلى جانب انتشار واضح لأساطيل الدول العظمى والإقليمية والقوى الكبرى لمراقبة خليج عدن وحماية الممر المائي من عمليات القرصنة، فضلا عن تطورات الحرب في اليمن الذي يواجه صراعا وحربا تدور رحاها بين قوى محلية مدعومة بأخرى إقليمية ودولية.
يشكل باب المندب علامة فارقة في أهمية اليمن الاستراتيجية، وما يجعل الاهتمام بأمنه واستقراره مسألة لا تعني اليمن فحسب، وإنما دول الخليج وربما الدول العربية بصفة عامة.
من جهة أخرى، يشكل اليمن منذ القديم خزاناً للعرب، فانطلاقة العرب الذين يعودون بالنسب إلى قبائل قحطان وعدنان العربية كانت منه والهجرات أيضاً خرجت منه. 
رأي خبراء:
ثروات وموارد طبيعية هامة (فوق الأرض وتحتها)
وبدوره أكد الدكتور في قسم العلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية في جامعة دمشق علي عباس تمتع اليمن بثروات وموارد طبيعية هامة،وقال للوكالة: إن:"اليمن يتمتع بأهمية جيوسياسية تتجلى بالموقع الجغرافي، وما يختزنه هذا النطاق الجغرافي من ثروات وموارد طبيعية هامة (فوق الأرض وتحتها)، إضافة إلى الإرث الحضاري والثقافي للشعب اليمني الأكثر تميزاً في شبه الجزيرة العربية".
ويتابع الدكتور عباس "هذا من جانب، ومن جانب آخر ينطوي الموقع الجغرافي لليمن على أهمية استراتيجية تتجلى بإشرافه على مضيق باب المندب، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بالأهمية بعد مضيقي ملقا وهرمز، إضافة الى امتلاك اليمن للعديد من الجزر ذات الموقع الهام والتي تضاعف من الأهمية الاستراتيجية لموقعه البحري، وبخاصة جزيرة سقطرى. هذا، ويعد اليمن البوابة الجنوبية لمنطقة الشرق الأوسط. وبالتالي، فإن السيطرة على هذا الموقع الجغرافي، والتحكم بمضيق باب المندب يعد حاجة استراتيجية لدى الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك لدى القوى العالمية الكبرى الصاعدة وفي مقدمتها الصين وروسيا، إضافة الى حاجته الموضوعية للقوى الإقليمية الكبرى المتنافسة والراغبة في توسيع نفوذها الإقليمي لضما نأمنها الإقليمي والاستراتيجي".
وجزم الدكتور عباس حديثه بقوله: "بناء على ما سبق، يمكننا القول: إن مسار تطور الصراع الراهن في اليمن وعليه، ومن ثم حسمه، سيسهم بشكل فاعل في التشكل الجديد للنظام الدولي الراهن الآخذ في التحول".
أين تكمن الأهمية الذهبية لموقع اليمن الجيواستراتيجية؟
ونقلت سبوتنيك عن الباحث مهران غطروف قوله إنه "في الواقع تكمن الأهمية الذهبية لموقع اليمن الجيواستراتيجية في تكونه من جبهتين مائيتين، تمتدان على مسافة وقدرها 2500 كم، الأولى تطل على بحر العرب وخليج عدن جنوبا، والثاتية على البحر الأحمر غربا.  وضاعف من أهمية موقع اليمن انتشار جزره البحرية في مياهه الإقليمية على امتداد بحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر.  كجزيرة بريم المطلة على مضيق باب المندب، والذي زادت أهميته البحرية بعد إنشأ قناة السويس، حيث أصبح بدوره أحد أهم المضائق المائية العالمية، باعتباره يشكل "عنق الزجاجة" بالنسبة للبحر الأحمر، والمتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب"".
ويضيف الكاتب "فبحسب المعطيات، يمر عبر باب المندب يوميا، ما نسبته 4% من الطلب العالمي على النفط، وما يعادل نسبته أيضا ١٠% من الشحنات التجارية العالمية. هذه الخصائص، جعلت باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا، من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، ما زاد في أهميته الاستراتيجية وقيمتة الاقتصادية.  ليجعل ذلك بدوره من موقع اليمن الجيواستراتيجي اليوم، ساحة صراع محلي — أقليمي — دولي، لأنه يجعل من الجهة المسيطرة عليه، لاعبا أساسيا في المنطقة والعالم، ويمنحها القدرة على التحكم بمدخل أحد أهم المعابر المائية العالمية".
أهمية الموقع الإستراتيجي لليمن
وأكد تقرير وكالة سبوتنيك الروسية أن اليمن يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بشكل خاص، فهو يشرف على باب المندب الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط وخاصة بعد افتتاح قناة السويس، الأمر الذي جعله مصدر اهتمام القوى الدولية على مر التاريخ، حيث يمثل اليمن البوابة الجنوبية لمدخل البحر الأحمر ويتحكم بالممر الذي يصله بالمحيط الهندي، وهو عبر منطقة خليج عدن يحتضن كلاً من البحر الأحمر والمحيط الهندي من الخاصرة، ويتحكم كذلك في طرق الملاحة البحرية المؤدية إلى آسيا، كما أن اليمن وبمساحته الجغرافية وكتلته البشرية يعد عمقاً وامتداداً أمنياً وسياسياً لدول الخليج وأي توتر أمني وعدم استقرار في اليمن يؤثر بالضرورة في أمن واستقرار دول الخليج.
باب المندب يشكل علامة فارقة في أهمية اليمن الاستراتيجية
وأوضح التقرير أن باب المندب يشكل علامة فارقة في أهمية اليمن الاستراتيجية، وما يجعل الاهتمام بأمنه واستقراره مسألة لا تعني اليمن فحسب، وإنما دول الخليج وربما الدول العربية بصفة عامة.
من جهة أخرى، يشكل اليمن منذ القديم خزاناً للعرب، فانطلاقة العرب الذين يعودون بالنسب إلى قبائل قحطان وعدنان العربية كانت منه والهجرات أيضاً خرجت منه.مشيرا الى أن اليمن يستحوذ على أهمية استراتيجية في الساحة الدولية على صعيد الجغرافية السياسية (جيوبوليتيكا) وعلى الصعيد الاقتصادي، في حين تقترب الحرب في اليمن من إنهاء عامها الرابع، متسببة في تراجع الاقتصاد اليمني وانخفاض دخل الفرد وأزمات معيشية وصحية في بلد غني، يمتلك أهمية استراتيجية في الساحة الدولية والإقليمية.