أكد العميد ثابت حسين، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، أن الحرب في غزة بكل تأكيد سوف تؤثر على مساعي السلام والحل الشامل في اليمن، ما قد يعرقل التقدم في هذا المسار نتيجة تعقد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة والشرق الأوسط.
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "الحرب في غزة تصدرت اهتمامات العالم، وتراجع الاهتمام بالأزمات والحروب الأخرى بما فيها الحرب في اليمن".
وأضاف حسين: "لكن هذا لا يعني أن الحرب في اليمن قد توقفت أو ستتوقف دون الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي أزمة السلطة في صنعاء وأزمة الوحدة بين الشمال والجنوب".
وأشار الخبير العسكري، إلى أن الدول العظمى أو صاحبة القرارات والضغوط الدولية والفاعلة في المنظمات الدولية كانت تنظر إلى الحرب في اليمن، منذ سنوات على أنها حرب منسية، وطوال 8 سنوات لم تكن هناك ضغوط جادة على أطراف الحرب لوقف نزيف الدماء وتدمير البلاد.
ولفت حسين إلى أن الدول العظمى حتى قبل أزمة وحرب غزة كانت ولا تزال تنظر للحرب في اليمن "كحرب منسية وبعيدة عن ممارسة ضغوط جادة على أطراف الحرب، وتقديم رؤية واضحة المعالم لسلام عادل وشامل".
وفيما يتعلق بالخطوات التي تمت خلال الأشهر الأخيرة، بين الرياض وصنعاء، وتبادل الوفود والزيارات بين الجانبين للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، يقول الخبير العسكري: "ما تم خلال الفترة الماضية، هو خطوة في طريق الألف ميل لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، بعد أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم في التاريخ الحديث".
وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية قد أعلنت، في وقت سابق، أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في غزة سواء من الناحية الإنسانية أو العسكرية".
بينما قال زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، إن الشعب اليمني مستعد لتفويج مئات الآلاف، مؤكدًا أنهم سيذهبون إلى "فلسطين لخوض معركة الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني"، مضيفًا: "مهما كانت العوائق الجغرافية فلن نتردد في فعل كل ما نستطيع فعله".
ولفت الحوثي، إلى أن "هناك تنسيقا كاملا مع محور المقاومة وهناك خطوط حمراء، وإذا تدخلت الولايات المتحدة مباشرة فنحن مستعدون للتدخل بالقصف الصاروخي والطائرات المسيرة".
وفي الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، وقالت إن الهدف منها هو وضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، أسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص من الجانب الإسرائيلي وإصابة بضعة آلاف، وفي اليوم التالي أعلنت إسرائيل الحرب وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، شملت قصفا وغارات جوية عنيفة ضد قطاع غزة أدت إلى مقتل نحو 6000 فلسطيني وإصابة نحو 15 ألفا.