آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-07:07م

محليات


كاتب لبناني يكشف تفاصيل البيان الانقلابي رقم واحد لزعيم الحوثيين باليمن

كاتب لبناني يكشف تفاصيل البيان الانقلابي رقم واحد لزعيم الحوثيين باليمن
زعيم الحوثيين خلال خطابه الهجومي قبل يومين على طواغيت اليمن

الجمعة - 10 أكتوبر 2014 - 04:17 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس- خاص:

وصف كاتب لبناني "رسالة التهنئة التي وجّهها عبدالملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، إلى "الأمّة الإسلامية والشعب اليمني" بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، بـ"بيان ذو طابع انقلابي بكلّ ما في كلمة انقلاب من معنى".وقال الكاتب والمحلل السياسي العربي المعروف خير الله خير الله- في مقال تحليلي حمل عنوان" البيان رقم واحد في اليمن" :"أن الإنقلاب، الذي تمثّله "ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر"، يلغي "ثورة السادس والعشرين من سبتمبر" ١٩٦٢ التي جاءت بالجمهورية. لم يكن ينقص الرسالة سوى الإعلان رسميا عن عودة الإمامة إلى اليمن. ربّما الأمر متروك لرسالة أخرى في مناسبة مختلفة".
وأضاف:"إنّها عودة إلى ما قبل الجمهورية التي كان اسمها في الشمال، قبل وحدة العام ١٩٩٠ مع الجنوب، "الجمهورية العربية اليمنية". الملفت في الرسالة أنّها لم تتضمن أي اشارة إلى اليمن كبلد عربي. هناك تجاهل تام لأيّ ربط بين اليمن وكلّ ما له علاقة بالعرب". مؤكدا أن "الكلام في الرسالة موجّه إلى "الأمّة الإسلامية" ويدعو إلى "الوحدة الإسلامية". ورصد مراقبون برس تأكيد الكاتب اللبناني بأنه و:"على الرغم من أن الرسالة قصيرة نسبيا، إلّا أنّها تتضمن كلاما بالغ الأهمّية، تعود أهمّية هذا الكلام إلى وجود رابط مباشر بين نصّ بدر الدين الحوثي والمدرسة الإيرانية في التفكير".مشيرا الى ان "كلّ العبارات المستخدمة، عبارات تستخدمها طهران في عملية خطف القضية الفلسطينية واعتبار نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة التي تتفاوض معها الآن والتي كانت إلى ما قبل فترة قصيرة "الشيطان الأكبر".
وقال زعيم "انصار الله" في هذا المجال "إنّ مناسبة عيد الأضحى المبارك والحجّاج في رحاب الله يستكملون مناسك الحج آتين من كلّ فج عميق، لمشهد من مشاهد عظمة الإسلام يدفع المسلمين إلى تحمّل المسؤولية والعمل على الوحدة في ما بينهم ونبذ العصبيات وتوحيد الجهود في مواجهة مشاريع التمزيق والتفتيت التي تعمل عليها دول الإستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية راعية الكيان الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين منذ ستة عقود(...)".
وأعتبر خير الله ان "أكثر من ذلك تتحدّث الرسالة عن "العدوّ الأميركي"، وقد خلت من أي اشارة إلى الجوار العربي وإلى دول الخليج المنضوية في "مجلس التعاون لدول الخلية العربية" تحديدا. مؤكدا أن "هناك حملة عنيفة في الرسالة على الولايات المتحدة. هناك اتهامات محددة لهذا "العدو" من بينها "الدفع في اتجاه اثارة الفتن بين اوساط المسلمين مستخدما ورقة الطائفية والعناصر التكفيرية كأدوات لتمزيق الأمّة وابعادها عن مصادر قوّتها والحيلولة دون أن تصطف في مواجهة العدو الحقيقي، وأن تتمسّك بالقرآن الكريم وثقافته العظيمة لترسيخ روح الوحدة الإسلامية ومواجهة الثقافات الدخيلة والمصطنعة التي يريد الأعداء من خلالها بث الفرقة والتمزّق".
واعتبر الكاتب اللبناني ان "انصار الله" أن السيطرة على صنعاء تشير إلى قيام نظام جديد في اليمن. هناك ثورة "انتصرت". يقول الحوثي في هذا الشأن: "إننا وبهذه المناسبة الغالية على نفوسنا جميعا نجدّد تهنئتنا لشعبنا اليمني العظيم بانتصار ثورته المباركة في الحادي والعشرين من سبتمبر في مواجهة طغيان الفاسدين والفضل في ذلك للّه عزّ وجلّ ودماء الشهداء والجرحى". واوضح الكاتب - في مقاله الذي نشر بعدد من المواقع والصحف  العربية أن اللغة الإيرانية ليست وحدها التي تميّز الرسالة والتي تكشف أنّ الإنقلاب كان ايرانيا، مؤكدا ان "هناك تشابه كبير بين طرح زعيم "انصار الله" وطرح "حزب الله" في لبنان، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالربط بين الجيش اليمني ومقاتلي الحوثي الذين يسميهم "اللجان الشعبية".
وقارن الكاتب خبر الله بين خطاب الحوثي وأمين حزب الله نصر الله في لبنان، قائلا:"يتحدّث "حزب الله"، وهو لواء في "الحرس الثوري" الإيراني، عن "الجيش والمقاومة". في اليمن يشير عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى "جهود رجال الأمن والجيش ومعهم اللجان الشعبية وما يقومون به من دور وطني كبير في حفظ الأمن وحماية مؤسسات الدولة". منوها إلى انه "لم يوضح عن أي دولة يدافع الجيش و"اللجان الشعبية". كلّ ما قاله زعيم الحوثيين هو أن الهدف اقامة "الدولة العادلة".مشيرا الى أنه سبق لـ"حزب الله"، في الماضي القريب، أن استخدم هذا التعبير في لبنان كي يبرّر انقلابه على الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
وتساءل خير الله :"ما هي الدولة العادلة في القرن الحادي والعشرين؟ هل يصلح "اتفاق السلم والشراكة"، الذي اضطرّ الرئيس اليمني الإنتقالي عبدربّه منصور هادي إلى توقيعه تحت ضغط السلاح والذي يؤكّد الحوثي التمسك به ويعتبره "منجزا ثوريا"، اساسا لبناء "الدولة العادلة"؟
وقال:"الدولة العادلة" هدف "انصار الله". لم يحدّد زعيم الحوثيين حدود هذه الدولة. هل هي اليمن كلّه أم المحافظات الزيدية أو ما كان يعرف بالشطر الشمالي، قبل الوحدة؟ ما هو نظام الدولة العادلة؟ هل يكفي أن تستخدم هذه الدولة الشعارات الإيرانية من نوع "الإستكبار العالمي" وتعتبر أميركا "عدوّا" كي يصبح هناك نظام معروفة طبيعته؟
وتابع :"في كلّ الأحوال يعترف عبد الملك بدر الدين الحوثي في رسالة الأضحى بالحاجة إلى مزيد من الجهود للوصول إلى "الدولة العادلة". يقول في هذا الصدد: " نحيّي صمود شعبنا اليمني العظيم ووعيه واستمراره في ساحات الثورة مواصلا بذلك مشواره الثوري حتّى اكتمال النصر ببناء دولته العادلة ووقوفه بحزم لمحاربة الفساد ورفضه القاطع لكلّ المؤامرات الخارجية الهادفة للنيل من حدته وسيادته وكرامته".
وأكد الكاتب المهتم بالشأن اليمني، أن الثابت إلى الآن، أنّ "انصار الله" في اليمن لم يجدوا من يقف في وجههم، أقلّه في شمال الشمال وصولا إلى صنعاء والحديدة. نفّذوا بكلّ بساطة انقلابا في حجم ما حصل في السادس والعشرين من ايلول ـ سبتمبر ١٩٦٢ حين قضت مجموعة من الضباط على النظام الإمامي واعلنت الجمهورية.
واعتبر خير الله ان ذلك كان "حدثا تاريخيا استتبعه التدخل العسكري المصري المباشر. لم يكن الأمر سهلا وقتذاك. اندلعت حرب اهلية استمرّت حتى السنة ١٩٧٠،مضيفا:" لكنّ الجمهورية قامت مكان الإمامة. كم سيحتاج اليمن من سنوات كي يتحقّق طموح "انصار الله" فيقيمون "الدولة العادلة"، أي عودة الإمامة؟ هل تسمح الظروف الداخلية بتحقيق مثل هذا الطموح؟ أم أنّ الحدث اليمني ما يزال في بدايته؟".
واختتم الكاتب العربي اللبناني في مقاله التحليلي بقوله :"هل يكفي القضاء على الإخوان المسلمين، المرفوضين من معظم اليمنيين، في جزء من البلد وضرب الوحدات العسكرية التابعة لهم كي يحقّق الحوثيون انتصارا يسمح بقيام نظام جديد يبدو واضحا أنّه سيكون تابعا لإيران؟ مؤكدا ان "الأسئلة كثيرة في اليمن. الأمر الوحيد الأكيد أن البيان الرقم واحد لا يعني بالضرورة أنّ الإنقلاب نجح... حتّى لو سقطت صنعاء وقبلها صعدة وعمران... حتّى لو سقطت مدن وموانئ ومحافظات أخرى!" وفق تعبيره.وطالب الكاتب ممن قال انه يشعر أنه بالحاجة إلى معرفة ما يريده الحوثيون، أي "انصار الله" في اليمن التمعن في نصّلم يتردّد زعيم الحوثيين في رسالته التي كانت بمثابة البيان الرقم واحد في اعتبار ما يحصل في اليمن "ثورة". سماها "ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر". وهذا يعني في طبيعة الحال، أقلّه من وجهة نظره، قيام نظام جديد في شمال اليمن وفي البلد ككل.وفقا للكاتب.